الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

للرجال فقط 5- عزيزتى .. نحن لا نزرع التستوستيرون ( 1- 2)


لم أتوقع هذه الضجة العظيمة التى أحدثتها رسالة الأخت ب . ج .ج  ، فقد وصلتنى المئات من الرسائل الأنثوية المؤيدة لها و الآلاف من الرسائل - خاصة الذكورية -  ردا عليها  .

ولكن ما توقعته – وحدث فعلا – هو نوعية الرسائل ومضمونها ، خاصة رسائل الذكور !

فهناك ما لايقل عن 6587 رسالة سب وقذف للآنسة الموقرة واتهامات بالشرف تخجل من مجرد مرورها الخاطف على الذهن !

4578
رسالة تحتوى على صور متنوعة ، أغلبها عبارة عن إشارات مريبة لا تبعث على الاطمئان ،

ومكتوب أسفل الصورة ، خذى يا ........... ، احم .. احم  .. تفضلى يا فلانة !

35502
يبدأها كاتبوها بعبارة : أنا لن أستسلم للانفعال وسأناقش بمنتهى الهدوء ........ لكن يبدو أنه الهدوء المعتاد قبل العواصف الهوج ، إذ لا تلبث الرسالة أن تنتهى إلى مصير النوعين الأوليين !

لكن ولله الحمد فبعض الرسائل جاءت على عكس المتوقع ، واحتوت على المنطق الفريد والأسلوب المفيد والرد السديد ، ولذات سأتحفكم ببعضها بإذن الله .

وسأبدأ بأولى هذه الرسائل وهي من شاب ذكر يبدو أنه يتطلع إلى أن ينال شرف الرجولة بعد الذكورة . ونظرا لطولها ، فسأقسمها على مرتين بإذن الله .
والآن إلى الرسالة المعنونة بـ : عزيزتى نحن لا نزرع التستوستيرون  .... لكاتبها ش . م .و



((  لا بأدينا ........ يا زمن ... زرعنا التستوستيرون ......... ولا روينا .. يا زمن !!


ما سبق هو ملخص معبر عما يجيش بصدرى وصدور الآلاف من الشباب ، وهو محور أساسي فى ردى على رسالتِك أختى الفاضلة .

بالرغم من أسلوبِك الثائر الهجومي المستفز جدا ، فقد قررت أن أرد على أفكاركِ بمنتهى ما أملك من احترام وتهذب وهدوء ونظام وترتيب .

المشكلة يا عزيزتى ليست فينا أو فيكِ بالأساس .. وإنما فى ظروف خاطئة تتحكم فينا وُضِعنا فيها قسرا .

لقد كان من المفترض أن نعيش فى مجتمع جاد وأمة طموحة تدفع أبناءها إلى أهداف علوية عظمى على رأسها عبادة الله سبحانه وتعالى حق عبادته ، والارتقاء بأمتهم والإنسانية كلها ، فتحيى هذه الأهداف العظمى موات نفوسنا ، فننشغل بثمين الحياة عن غَثــِّـها ، فيقود طـُهْرُ أرواحِنا ونُبلُ عقولنا قاطرة حياتنا بدلا من انقيادنا إلى شهوات نفوسنا ورغباتِ جسومنا .

لكن الواقع أننا نعيشُ فى واقع ساذج ومجتمع ضحل الفكر وممسوخ الهوية ، ضَلَّ عن دربِ القيم ، وانحرف عن مسار الصواب ، وغرقنا فى التفاهة حتى قاعها .

فتبا وألف تب له من واقع !

ولذا نجد إحداكن ، عزيزتى ، تقضى شطر عمرها أمام المرآة تتزين بأطنان من المساحيق ، وترتدى ثيابا هي عبارة عن ملابس مع وقف التنفيذ ! .
 كل هذا من أجل أن يأتى أحد الذكور التافهين فى الشارع بانسياقٍ هرمونيٍّ وغد فـ ( يعاكسها ) وأحيانا لا يكتفى بهذا ، أو من أجل أن ينشبك فى حبائل دلالها أحد عُبَّاد الجسد ليتزوجها ..
فأي أساسٍ لأسرة أوهى من هذا ؟؟
وأي ُّ فضيلةٍ يمكن أن تنغرس فى ذرية أنتجتها زيجة التفاهة وقلة العفاف ؟؟

وأنا لا أحملكنَّ المسئولية وحدكن عن هذا الاضمحلال الأخلاقى ، فنحن الذكور لنا نصيب وافر من المسئولية ، إلا أنكن عزيزتى تمتلكن أغلب وسائل الوقاية ، وهي كما تعلمين أجدى وأهدى سبيلا من العلاج .

أغلقن أبوابَكُن وشبابيكنَّ ، فتُحبِـطْن َ الجوانب اللَّصَّة والمتلصِّـصَّة عند الذكور ، فتـَــقينَ أنفسكن وأنفسهم والمجتمع والأمة والدنيا من شر مستطير .

ويا عزيزتى مهلا علينا ، فإننا ضحاياكُنَّ الذين تقتلونهن فى كل لحظة بدم بارد .

سواء عندنا أن كنتن عامدات أو غير عامدات .

إن كـُـنْـتُـنَّ  لا تَدْرينَ فتلك مصيبةٌ ــــــــ وإن كنتن تَدْرينَ فالمصيبة أعظمُ
ُ

To be continued
))



نكتفى بهذا القدر هذه المرة ، والباقى فى العدد القادم بإذن الله .


تأليف: محمد صلاح قاسم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق